الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد،
فما دمت مصابا بالوسواس القهري، فلا فائدة في بحثك عن أقوال أهل العلم والرد عليها، فإن ذلك قد يزيدك حيرة واضطرابًا، ولا حرج عليك في العمل بمذهب مالك في هذه المسألة والترخص به، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز الأخذ بالرخصة عند الحاجة، قال السبكي في الأشباه والنظائر: يجوز التقليد للجاهل والأخذ بالرخصة من أقوال العلماء بعض الأوقات عند مسيس الحاجة من غير تتبع الرخص، ومن هذا الوجه يصح أن يقال الاختلاف رحمة؛ إذ الرخص رحمة. اهـ.
واجتهد في أمر الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك من أعظم ما يعين على التخلص منها، جاء في فتاوى ابن الصلاح: الموسوس عليه الإعراض عن الوسوسة أصلا، فَإِنَّهُ -إِن شَاءَ الله تَعَالَى- سيخزى بعد ذَلِك شَيْطَانه وتزايله وسوسته، وَتصْلح فِي النِّيَّة حَالَته، وَإِن لم يفعل فَإِنَّمَا هُوَ مُتَحَقق بِمَا قَالَه إِمَام الْحَرَمَيْنِ، إِذْ يَقُول: الوسوسة مصدرها الْجَهْل بمسالك الشَّرِيعَة، أَو نُقْصَان فِي غريزة الْعقل، ونسأل الله الْعَظِيم لنا وَله الْعَافِيَة. اهـ.
هذا بالإضافة إلى التزام الذكر وتلاوة القرآن والرقية الشرعية، وراجع للمزيد الفتوى: 3086.
نسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل بلاء.
والله أعلم.