الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن المبادرة إلى أداء الصلاة في أول وقتها أفضل؛ لما ورد في الصحيحين عن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا... الحديث، ولكن أداءها في آخر الوقت قبل خروجه جائزٌ، ولا إثم فيه؛ لحديث جبريل أنه صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم في أول الوقت، ثم صلى به في اليوم التالي في آخر الوقت، وقال له: وَالوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ. والحديث رواه أحمد والنسائي وأبو داوود والترمذي، فإن كنت تصلي الظهر في آخر وقتها قبل دخول وقت العصر، فلا إثم عليك في هذا التأخير ما دمت أوقعت الصلاة في وقتها، وكذا لو كنت تصلي المغرب في آخر وقتها قبل دخول وقت العشاء، فإنه لا إثم عليك، ووقت المغرب ينتهي بمغيب الشفق الأحمر، كما بيناه في الفتوى: 132584 عن حكم صلاة المغرب قبل العشاء بوقت قصير، ولو أنك اجتهدت في الاستيقاظ في أول الوقت، واستعنت بالله تعالى على ذلك لكان أفضل، وأبعد عن إخراج الصلاة عن وقتها.
والله تعالى أعلم.