الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك، وأن يجعلك مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر.
واعلم أن نصرة الدين، والدفاع عنه، وعن حملته، مسؤولية كل مسلم، وليست نصرة الدين خاصة بطائفة من المسلمين، كالعلماء، أو طلبة العلم، أو نحوهم، بل كل من انتسب إلى هذا الدين العظيم، مطالب بنصرته، والدفاع عنه، بقدر وسعه وطاقته، مع وجوب مراعاة أمر مهم: وهو أنه لا يسوغ للمسلم أن يتكلم فيما لا يعلم، أو يخوض فيما لا يحسن بحجة نصرة الدين، والدفاع عنه، فضرر ذلك أبلغ من نفعه، قال ابن تيمية: فليس لأحد أن يتكلم بلا علم، بل يحذر ممن يتكلم في الشرعيات بلا علم، وفي العقليات بلا علم. فان قومًا أرادوا بزعمهم نصر الشرع بعقولهم الناقصة، وأقيستهم الفاسدة، فكان ما فعلوه مما جرّأ الملحدين أعداء الدين عليه، فلا للإسلام نصروا، ولا لأعدائه كسروا. اهـ. من الرد على المنطقيين.
وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى: 43475، 379339، 196855، 125113. وبخصوص ذم النفس، راجع الفتوى: 138475.
والله أعلم.