الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين به.
ولا شك في أنه إن أمكنك أن تجدي من يتوافق مع أفكارك؛ لكان أمرا حسنا، ولكن قد لا يجد الإنسان كل ما يتمنى.
فإن كان هذا الشاب -كما ذكرت- صاحب دين وخلق، فيرجى منه خير كثير؛ لأن مثله حث الشرع على قبوله زوجا، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
وفي المأثور عن الحسن البصري أنه جاءه رجل، فقال له: قد خطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟ قال: ممن يتقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.
والتشدد في شروط من تريدينه زوجا، قد يكون سببا في صدود الخطاب عنك، وقد يترتب على ذلك تقدم العمر وحصول العنوسة.
فنصيحتنا لك أن تقبلي بهذا الشاب زوجا، ولا بأس بأن تكرري الاستخارة فيه، وتفوضي الأمر إلى الله، فإن تم الزواج، كان فيه خير لك، وإن لم يتيسر، علمت أنه لا خير لك في الزواج منه، ونرجو مراجعة الفتوى: 123457، فقد أوضحنا فيها أن العبرة في الاستخارة بتيسير الأمر من عدمه. وراجعي في حكم تكرار الاستخارة، الفتوى: 75167.
ولا ينبغي أن تقفي عند هذه الخواطر التي تنتاب قلبك، ولا تسترسلي معها، بل اعلمي على مدافعتها، واستمري في الدعاء والاستخارة.
ومجرد كونك قد وجدت صاحب الدين والخلق، قد لا يعني استجابة دعائك، فإنك إنما دعوت أن يوفقك إلى الزواج منه، لا لمجرد وُجْدانه، والزواج لم يتحقق بعد.
والله أعلم.