الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس في هذا القول نوع من الشرك، نعني قوله لك: (صباح الخضوع والطاعة لك)، فهو يعني الخضوع والطاعة اللائقين بالمخلوق، فالطاعة كما أنها تكون للخالق، فهنالك طاعة من المخلوق للمخلوق، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ....{النساء:59}، فيطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويطاع العلماء والأمراء... وهكذا.
والخضوع -كما في الصحاح للجوهري- معناه في اللغة التطامن والتواضع، وهذا المعنى يكون من المخلوق مع المخلوق، قال تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ {الإسراء:24}، قال السعدي في تفسيره: أي: تواضع لهما ذلا لهما ورحمة.... اهـ.