الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلو كتب السائل مقالا اعتمد فيه على ما كتبه غيره، ولكنه جمع فيه المفترق، ورتب المختلط، ولخَّص المطول، ويسر المتعسر، فلا حرج في ذلك، ولا يلزمه أن ينسب كل فائدة أو نقل لصاحبه، وإن كان إثبات هذه النسبة أفضل وأقرب للتقوى بلا شك، ويتأكد هذا عندما يكثر النقل من كتاب، أو موقع معين، ويكون الاعتماد عليه، كما سبق بيانه في الفتوى: 149033.
وأما أن يقتصر عمل السائل على إعادة صياغة المقالات ونشرها على مدونته، كأنه هو صاحب أفكارها وعناصرها ونتائجها، فنرى أن هذا من الغش والكذب، والتشبع بما لم يعطه، وفيه مع ذلك تعدٍ على حق أصحاب المقالات في نسبتها إليهم.
قال القاسمي في (قواعد التحديث): لا خفاء أن من المدارك المهمة في باب التصنيف، عزو الفوائد والمسائل والنكت إلى أربابها؛ تبرؤًا من انتحال ما ليس له، وترفعًا عن أن يكون كلابس ثوبي زور ... وقد اتفق أني رأيت في "المزهر" للسيوطي هذا الملحظ حيث قال ... : ومن بركة العلم وشكره عزوه إلى قائله .... اهـ. ملخصا.
والله أعلم.