الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا أمر مهم جدا، وهو أن اتهام الناس بعمل السحر لا يجوز، ولا يجوز أن تلصق بأحد تلك التهمة الشنيعة جازما بها إلا إذا أقر هو بذلك، أو شهد عليه به الشهود العدول، وأما مجرد الرؤى والمنامات والظنون والتخمينات فليست مسوغا لرمي بريء بهذا الجرم الشنيع. قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}.
فحذار من أن تقع في الظلم من حيث تظن أو تتوهم أنك مظلوم، وإن كنت متيقنا أن ما بك من السحر فاستعن بالله عليه، واجتهد في رقية نفسك حتى يشفيك الله تعالى، وإن تيقنت يقينا جازما أن فلانا هو الذي قد سحرك، وذلك بأن يقر بهذا أو يشهد عليه العدول بأنهم رأوه وهو يعمله، فحينئذ ناصحه وتكلم معه، وأرسل إليه من يحذره سوء مغبة فعله، لعله يتوب ويرتدع.
والله أعلم.