الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم -وفقك الله- أن هذه هي طبيعة الدنيا، لا تدوم على حال، بل لا تزال تقلب العبد بين عسر ويسر، وشدة ورخاء؛ فعليك أن تحسن ظنك بالله تعالى، وتعلم أن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.
واعلم أن الله عند ظن عبده به، وإياك أن تيأس من لطف الله، وفرجه، ورحمته، وقرب تيسيره؛ فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
وخذ بالأسباب بحسب استطاعتك، ومن جملتها: دعاء الله تعالى، وطلب التيسير منه، والتوبة إليه سبحانه؛ فإن المعاصي من أكبر أسباب تعسير الأمور، ثم توكل على الله في أمرك كله، وارضَ بما يقدره ويقضيه، عالمًا أن في ذلك الخير والرحمة، والحكمة والمصلحة.
فلا تملّ من البحث والتفتيش عن عمل مناسب، واثقًا بفضل الله، وسعة رحمته، داعيًا له، راجيًا منه التوفيق، وستصل إلى بغيتك بمنّ الله، ولطفه، وكرمه -نسأل الله لنا ولك تيسير الحال-.
والله أعلم.