الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تكلف نفسك من أمرها عسرا، ولا تحمل الأمور أكثر مما تحتمل، فليس عليك أي تبعة، ولا يلحقك أي إثم في وفاة أختك.
وأما حزنك، فلا ينبغي أن يتجاوز الحد المأذون فيه، بل عليك أن تقاومه، وتسعى في التخلص منه باستحضار أن الله تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها، وأنه لا مرد لحكمه ولا معقب لأمره، وانظر الفتوى رقم: 167119.
وأما أختك: فإن كانت ممن يعقل، فقد كانت مكلفة، وهي محاسبة يوم القيامة على أعمالها. وأما إن كانت زائلة العقل، فليست من أهل التكليف؛ لأن العقل هو مناط التكليف، وانظر الفتوى رقم: 199245.
وحيث كانت غير مكلفة، فهي من أهل الجنة، فإن غير المكلف إن مات وأبواه مسلمان، كان من أهل الجنة، وانظر الفتوى رقم: 337972.
وأما شفاعتها لكم: فأمر استأثر الله بعلمه، ومن المقطوع به أن إحسانكم إليها وتعاهدكم لها لن يضيع أجره عند الله تعالى؛ فإنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
وأما رؤيتها في المنام وما إلى ذلك، فقد يقع وقد لا يقع، وبكل حال، فإن الصبر هو خير ما تلوذون وتعتصمون به، فإن في الصبر على ما يكره المسلم خيرا كثيرا، نسأل الله أن يأجركم في مصابكم، وأن يخلف لكم خيرا منه.
والله أعلم.