الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يكفي عند الجمهور تحريك اللسان والشفتين بالحروف، بل لا بد من أن يكون بحيث يسمع نفسه إن كان صحيح السمع.
جاء في الموسوعة الفقهية: التلفظ باليمين، فلا يكفي كلام النفس عند الجمهور، خلافًا لبعض المالكية. لا بدّ من إظهار الصوت بحيث يسمع نفسه إن كان صحيح السمع، ولم يكن هناك مانع من السماع، كلغط، وسد أذن. واشتراط الإسماع -ولو تقديرًا- هو رأي الجمهور، الذين يرون أن قراءة الفاتحة في الصلاة يشترط في صحتها ذلك. وقال المالكية، والكرخي من الحنفية: لا يشترط الإسماع، وإنما يشترط أن يأتي بالحروف مع تحريك اللسان، ولو لم يسمعها هو ولا من يضع أذنه بقرب فمه مع اعتدال السمع، وعدم الموانع. انتهى
فإذا علمت هذا تبين لك أن هذه اليمين على فرض صدورها منك اختيارا غير منعقدة عند الجمهور، ثم إن يمين الموسوس حتى لو تلفظ بها إن كانت صادرة تحت تأثير الوسوسة، فهي غير منعقدة؛ لأن الموسوس في معنى المكره، وانظر الفتوى رقم: 164941.
فدع عنك هذه الوساوس، ولا تلق لها بالا، واجتهد في مدافعتها حتى يذهبها الله عنك بمنه وكرمه.
والله أعلم.