الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على استقامتك على طاعة الله تعالى، وعلى حرصك على إعفاف نفسك من الوقوع في الفواحش، حفظك الله وزادك هدى وتقى وصلاحا، وجعلك من ورثة الفردوس، ويسر لك زوجة صالحة تقر بها عينك.
ولا شك في أن ما أنت فيه من الميل للشباب والرغبة عن النساء نوع من الابتلاء، ولعلك إذا صبرت عليه أن يرفع الله لك به الدرجات، ويكفر عنك به الذنوب والسيئات، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
واحرص أيضا على الدعاء، ولا سيما الأدعية التي تتضمن سؤال الله تعالى العافية، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 221788، وكذا سؤاله العفاف، ومن ذلك ما جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
وأما الزواج فبادر إليه ولا تتردد، فهو من خير ما تطفأ به نار الشهوة، ولذلك جاء الحث عليه في الكتاب والسنة، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي الصحيحين عن ابن مسعود أيضا رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وبهذا الزواج، ومع شيء من الصدق مع الله تعالى، والعزم تجد نفسك في عافية من هذا البلاء، قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}، وثبت في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن بعض أصحابه: صدق الله؛ فصدقه.
ونوصيك أيضا بالحرص على الصوم، فإنه باعث على التقوى، وكاسر لحدة الشهوة، واصحب الأخيار، واجتنب كل ما يؤدي إلى الفتنة.
ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى: 1208، 10800، 12928.
والله أعلم.