الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت خرجت من البيت دون إذن زوجك، لمجرد الخلافات التي حصلت بينكما، فهذا غير جائز. وأمّا إن كنت خرجت دفعاً لأذى الزوج كضربه لك ضرباً مبرحاً، فهذا جائز، وليس نشوزاً، وراجعي الفتوى رقم: 376477.
ونصيحتنا لك أن ترجعي إلى بيتك، وتتفاهمي مع زوجك، وتعاشريه بالمعروف، وتطيعيه في المعروف، وتعرفي له حقه. ونصيحتنا لزوجك أن يتقي الله، ويعاشرك بالمعروف، ويعلم أنّ طاعة الزوجة لزوجها ليست طاعة مطلقة، وإنما هي طاعة مقيدة، فهي لا تكون فيما خالف الشرع، ولا تكون فيما يضر بالمرأة، أو يحملّها فوق طاقتها، كما أنها تختص بأمور النكاح وما يتعلق به. كما نص على ذلك بعض أهل العلم، وراجعي الفتوى رقم: 144069
وننبهه إلى أن قوامة الرجل لا تعني تسلطه وتجبره على المرأة، وإساءة عشرتها، وإنما القوامة تعني رعاية المصالح الدينية والدنيوية، وتقتضي الرحمة والإحسان.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ {البقرة:228}: وقال ابن عباس: الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة، والتوسع للنساء في المال والخلق، أي أن الأفضل ينبغي أن يتحامل على نفسه. قال ابن عطية: وهذا قول حسن بارع. اهـ.
فإن استقامت الأمور بينكما، فتعاشرا بالمعروف، وتغاضيا عن الزلات والهفوات، وإن لم يحصل التفاهم، وعاد الشقاق بينكما، فينبغي أن يتدخل حكم من أهله، وحكم من أهلك؛ ليصلحوا بينكما.
ولمزيد من الفائدة، ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.