الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمع وضوح المقصد من هذا الكلام، وصحته من حيث الموعظة، إلا أن إطلاقه له محمل ينبغي تقييده وضبطه من حيث المعاني الشرعية، فإن إجابة الدعاء قد تحصل للكافر، فضلًا عن المسلم العاصي، وانظري الفتوى رقم: 358000، ولكن لا ريب في أن أهل الطاعة، والاستقامة، المسارعين في الخيرات، أقرب إلى الإجابة، وقضاء الحاجة، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: فإن عبارة: (اتركوا الهمّ، والمشكلة ..)، قد يفهم منها إهمال الدعاء والإلحاح فيه، اكتفاءً بالطاعات، والمسارعة إلى الخيرات!
والذي دلت عليه السنة القولية، والعملية، هو الجمع بين الأمرين معًا: الاستقامة، والإكثار من الطاعة، مع التوجه إلى الله بالدعاء، والإلحاح في السؤال؛ فإن من لم يسأل الله يغضب عليه.
والله أعلم.