الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صورة الهيكل العظمي ليست من الصور المحرمة، وقد بينا حكم اقتناء الهياكل العظمية في الفتوى رقم: 11745. فالكلام إذا عن عموم حكم وضع الصور مع آيات القرآن العظيم -مكتوبة كانت، أو مسموعة- على وجه التفسير لها، وبيان معناها، وقد بينا في فتاوى كثيرة أنه لا حرج في ذلك من حيث الأصل، إن كانت الصور مباحة، ومناسبة لمعنى الآيات؛ فالصور وسيلة من وسائل تقريب المعاني إلى الأذهان.
ومما يمكن أن يستدل به على جواز ذلك، ما جاء عن عبد الله بن مسعود، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه، وعن شماله، ثم قال: هذه سبل متفرقة، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، فتفرق بكم عن سبيله) [الأنعام:153]. أخرجه أحمد وصححه ابن حبان، والحاكم، والذهبي. فانظري الفتاوى أرقام: 245938 // 176661 // 202804 . لكن بعض العلماء المعاصرين رأى المنع من ذلك، وأغلق بابه بالكلية، وقد نقلنا قولهم في الفتوى رقم: 252433.
والله أعلم.