الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي أن كثيرا ممن يظنون أنهم مسحورون يكون ذلك مجرد وهم عندهم ولا حقيقة له، فلا ينبغي الجزم بأن بك سحرا إلا إذا وجدت قرائن قوية تدل على هذا الأمر، هذا أولا.
وثانيا: فعلى تقدير كونك مسحورة -كما ذكرت- فإن علاج السحر هو الإقبال على الله، والاستعانة به، واللجأ إليه، والتوكل عليه، والاجتهاد في دعائه، واستعمال الرقى النافعة من الكتاب والسنة، فإذا صدقت في استعمال تلك الرقى ولجأت إلى الله تعالى بإخلاص فإنه تعالى سيشفيك، ويزيل عنك الضر.
وثالثا: ليس لك عذر في ترك الصلاة، والإعراض عنها، وتأخيرها حتى يخرج وقتها، وما لم تكوني مكرهة على ذلك فإنك آثمة بتعمد ترك الصلاة إثما عظيما هو أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وانظري الفتوى رقم: 130853، فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وأن تحافظي على الصلاة في وقتها.
واعلمي أن حفاظك على الصلاة من أعظم أسباب شفائك على تقدير صحة ما ذكرت، ويعينك على الحفاظ على الصلاة استحضار خطورة تركها، وأن تاركها متعرض لسخط الله وعقوبته في الدنيا والآخرة، ويعينك على ذلك أيضا إدمان الفكرة في الموت وما بعده من أمور الآخرة، والاجتهاد في دعاء الله تعالى أن يثبتك على دينه، وصحبة الصالحين وأهل الخير، فهذه بعض الوسائل التي تعينك على الحفاظ على الصلاة.
وأما الأفكار التي تعرض لك فلا تأثمين بها؛ لأن الله تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها، لكن احذري أن تتمادي مع تلك الأفكار فتتحول إلى عمل ومعصية لله تعالى.
وختاما نسأل الله لك الشفاء والعافية.
والله أعلم.