الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسحر حق ولا شك، وتضرر المسحور به -بإذن الله- مما نطق به القرآن، فلا سبيل إلى إنكاره، بيد أن المنكر هو المبالغة في الخوف من هذا الأمر، بحيث يصير خوفا مَرَضِيَّا، وتعليق كل ما يجري على السحر ونحوه، والجزم بوجوده من غير قرائن حقيقية، ومن ثم فنحن دائما نقرر أن الأصل التعامل مع الأمور بالأسباب الحسية الظاهرة، فأنت عليك أن تجتهدي في البحث عن عمل مع دعاء الله والاستعانة به، وستنالين مبتغاك إن شاء الله.
وأما أختك: فلن يأتيها إلا ما قدر لها، وأما جزم هذا الرجل بأن هناك عقدة أو غير ذلك، فمن الرجم بالغيب، ومن أين له العلم بذلك؟ ثم على تقدير صحة هذا فكيف تسول له نفسه أن يقول إن الذكر والتلاوة لا ينفع في حل هذا؟ إن هذا من الجرأة على الله تعالى والافتراء عليه، فكيف يتصور مسلم أن كلامه سبحانه وتعالى الذي هو الشفاء من كل داء لا ينفع في إبطال كيد السحرة وإذهاب مكرهم، فإدامتكم الإتيان بهذه الرقى أمر حسن، فتوكلوا على الله تعالى، وفوضوا أموركم إليه، ولا تجزموا بوجود السحر بغير برهان، وعلى تقدير وجوده؛ فإن أمكنكم استخراجه من غير استعانة بسحرة أو دجالين فهذا طريق نافع بإذن الله للشفاء، وإلا فاستمروا في التداوي بالقرآن والذكر؛ فإنه لا علاج أنفع من هذا.
والله أعلم.