الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحجاب فريضة على المرأة المسلمة، كما سبق وأن بينا ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 32538.
فلا يجوز لك الالتحاق بهذا العمل الذي يستوجب إظهار ما يجب ستره كالذراعين. ولا نأمرك بتضييع هذه السنوات الطويلة التي قضيتها في تعلم الطب، ولكن إذا دار الأمر بين العمل على الحالة المذكورة وبين تركه، فدينك أغلى من أن تفرطي فيه لأجل دنيا زائلة، قال تعالى: قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى {النساء:77}. ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، فهو القائل سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ{الطلاق3:2}.
وثبت في مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك الله خيرا منه. وفي بلاد المسلمين كثير من الخير وفرص العمل، فابحثي فلعلك تجدين سبيلا.
وحاصل الأمر أنه لا يجوز الالتحاق بعمل يقتضي التفريط في الحجاب، ما لم تدع إلى ذلك ضرورة حقيقية تبيح المحظور، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 12498، 19420، 29064.
وننبه إلى أن إقامة المسلم في البلاد غير الإسلامية، وخاصة من كان على استقامة، قد توقعه في كثير من الحرج، ولذلك شدد العلماء في النهي عن الإقامة هنالك لمن لم تكن به ضرورة، أو حاجة لذلك، ويمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 290545.
والله أعلم.