الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطريق الاستقامة واضحة، لا خفاء بها على من أراد سلوكها، فالواجب عليك أن تفعلي ما افترضه الله عليك من الواجبات، وتتركي ما نهاك الله عنه من المحرمات.
واستعيني على ذلك بدوام الفكرة في أسماء الله وصفاته، واستحضار كونه شديد العقاب، قوي الأخذ لمن خالف أمره وتعدى حدوده. واستحضري كذلك الموت وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، واجتهدي في الدعاء؛ فإنه من أعظم الأسلحة التي يستعين بها المؤمن، واصحبي أهل الخير؛ فإن صحبتهم تعين على طاعة الله تعالى، واتركي صحبة أهل الشر، وجانبي الأسباب الداعية إلى مواقعة المعصية.
وجاهدي نفسك بإخلاص وصدق؛ فإن الله تعالى لا يرد عن بابه من جاهد نفسه صادقا، كما قال جل اسمه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وتعرفي على خطر المعاصي وضررها على العبد في دينه ودنياه، وانظري لذلك كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم؛ فإنه مفيد جدا في هذا الباب.
ولا تيأسي إذا أذنبت، فما من أحد إلا وهو صاحب ذنب، بل كلما أذنبت فتوبي، فإذا عدت وأذنبت فتوبي، وهكذا فاستمري حتى يوفقك الله تعالى لتوبة نصوح، لا تعودين بعدها لمقارفة الذنب.
والله أعلم.