الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزنى الذي يوجب الحد هو إيلاج الفرج في الفرج الذي لا يحل، فإذا كان الذي حصل بينك وبين الرجل، لم يصل إلى الإيلاج في الفرج، فليس من الزنى الموجب للحد، ولكنه من الزنى المجازي، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
وكون هذه الأفعال ليست من الزنى الحقيقي، لا يعني أنّها هينة، ولكنها معصية قبيحة، ومنكر مبين، فقد حرم الشرع مجرد الخلوة بالأجنبية، أو لمس بدنها، بل حرّم النظر إليها بشهوة، فكيف بمن خلت برجل لا يحل لها، ومكنته من هذه الأفعال الفاضحة؟
وليس من اختصاصنا معرفة ما إذا كانت البكارة قد زالت أم لا، فهذا شأن الأطباء المختصين، وانظري الفتوى رقم: 135637.
لكن لا نرى لك أن تشغلي نفسك بهذا الأمر، ولا أن تشغلي نفسك بعقاب الله لهذا الرجل، ولا بمعرفة الحكمة في إثارة الشك في البكارة بعد هذه المدة، ولكن اشغلي نفسك بتحقيق التوبة النصوح، والإقبال على الله، والاجتهاد في الأعمال الصالحة.
واعلمي أنّ قضاء الله كله خير، فهو سبحانه أعلم بمصالحنا من أنفسنا، وأرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وهو يقبل توبة العبد، ولو بلغت ذنوبه عنان السماء، والتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا يعاقب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة، لا في نفسه، ولا في أهله، قال ابن تيمية -رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا: إن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعًا، ولا قدرًا... اهـ.
فأبشري خيرًا بقبول التوبة، وأحسني ظنك بربك، ودعي عنك الشكوك والمخاوف التي يلقيها الشيطان في قلبك، ولا تعرضي عن الزواج بسبب هذه الأوهام، ولكن اسألي الله أن يرزقك زوجًا صالحًا، ويهديك لأرشد أمرك.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.