الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فزادك الله على الخير حرصًا، وزادك توفيقًا ورشدًا.
وأما جواب ما سألت عنه، فلا ريب في أن أجر العمل الصالح، والالتزام بالأحكام الشرعية في البيئة الفاسدة، حيث يقل الأعوان على الخير، يكون أتم وأكمل منه في البيئة الصالحة، حيث يكثر الأعوان على الخير، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (لطائف المعارف): أفضل الأعمال أشقها على النفوس؛ وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم، كثر أهل الطاعة؛ لكثرة المقتدين بهم، فسهلت الطاعات.
وإذا كثرت الغفلات وأهلها، تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم؛ لقلة من يقتدون بهم فيها؛ ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "للعامل منهم أجر خمسين منكم؛ إنكم تجدون على الخير أعوانًا، ولا يجدون". وقال: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء"، وفي رواية قيل: ومن الغرباء؟ قال: "الذين يصلحون إذا فسد الناس". اهـ.
وقد وردت في ذلك أحاديث وآثار، سبق ذكر بعضها في الفتاوى التالية أرقامها: 357889، 63743، 73749، 332308.
والله أعلم.