الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على الزواج، وتحريك لذات الدين، والخلق، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك ذلك.
وأكثر من الدعاء، فالخير كله بيد الله تعالى، وهو مجيب الدعاء، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
ونوصيك بأن لا تغتر بما قد يظهر لك من حال المرأة، فالمظاهر قد تكون خداعة أحيانًا، فلا تعجل، بل الأفضل أن تسأل من الثقات من له معرفة بهاتين المرأتين، فمن كانت منهما أفضل دينًا وخلقًا، فاستخر الله تعالى في أمرها، فإن كان في زواجك منها خير، يسره لك، وإلا صرفك عنها، فهو سبحانه علام الغيوب، وراجع في الاستخارة الفتوى رقم: 19333، والفتوى رقم: 123457.
ومن صرفك الله عنها منهما، أو من غيرهما، فلا تأسف عليها؛ لأنك قد فوضت أمرك إلى ربك، وهو القائل سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ولتعلم أن كون المرأة مطلقة، أو من الأرامل لا يمنع شرعًا من الزواج منها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من نسائه بكر غير عائشة -رضي الله عنها-، قال الله تعالى: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا {التحريم:5}. وراجع للمزيد الفتوى رقم: 146101، والفتوى رقم: 10522.
والله أعلم.