الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل لك الشفاء العاجل من المرض الذي تعانينه. وما ذكرته عن أمك من تصرف تجاهك، لا يُسقط حقها في البرّ, فحق الوالدين عظيم. وهما أولى الناس بأن يتجاوزالإنسان عن خطئهما، ويصبر على أذاهما. فالذي نوصي به هو الصبر على أذى أمك وشدتها، وراجعي الفتوى رقم: 246127 عن الأم التي تعامل أبناءها بجفاء.
ولا يجوز لك هجران أمك, لكن ابتعدي عن مناقشة الأمور التي تثير غضبها, وخاطبيها بلطف, وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 342412، واحذري من أي تصرّف يؤذيها؛ فقد ثبت التحذير من عقوق الوالدين, فهو كبيرة من كبائر الذنوب, وقد ذكرنا ضابط العقوق في الفتوى رقم: 73485.
وبخصوص ما تجدينه من كره تجاه أمّك بسبب تصرفاتها, فإنه لا مؤاخذة فيه, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 300613.
أما دعاؤها عليك ظلما, فإنه لا يستجاب، كما في الفتوى رقم: 268468.
وما يقوم به أخوك من سبّ, وضرب لأمه, فلا شك أنه من العقوق. فاجتهدي في نصحه, وبيّني له خطورة ما يقع فيه.
والله أعلم.