الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعله هذا الشاب من إعطاء الورقة لهذه الفتاة، لا حرج فيه -إن شاء الله- إن كان لمجرد معرفة ما إن كانت متزوجة أم لا؟ لكونه يرغب في خطبتها، ولم يتجاوز حدود الشرع في ذلك. والرجل يجوز له أن يعرض نفسه على المرأة، مبديا الرغبة في الزواج منها، كما أنها يجوز لها ذلك معه، ولتراجع الفتوى رقم: 18430.
وليس هنالك ما يمنع شرعا أن تتواصل الفتاة مع الشاب مباشرة بالكلام، أو برسالة في إطار أمر الخطبة أو الزواج، فالمحادثة بين الأجنبيين جائزة للحاجة، ووفقا للضوابط الشرعية كما أسلفنا. هذا مع التنبيه إلى وجوب الحذر من كل ما يمكن أن يؤدي إلى فتنة، ولذلك شدد الفقهاء في أمر كلام الرجل مع الأجنبية الشابة، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 21582.
والسبيل الأمثل عند الرغبة في الزواج، وعند البحث عن الزوجة الصالحة أن لا يغتر الرجل بما قد يظهر له من المرأة، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة معه، بل الأولى سؤال الثقات ممن عاشروها وتعاملوا معها، فإن أثنوا عليها خيرا، تقدم لخطبتها من وليها، واستخار الله تبارك وتعالى في أمر الزواج منها، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 8757، والفتوى رقم: 19333.
وكون هذه الفتاة تقول إنها لم ترسل الرسالة، وهي قد أرسلتها، فهذا إخبار بخلاف الواقع، وهذه هي حقيقة الكذب، ولكن يمكن أن يكون لها عذر في ذلك، فربما تكون قد استخدمت المعاريض، وفي المعاريض مخرج من الوقوع في الكذب، وانظر الفتوى رقم: 37533.
والله أعلم.