الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حق ضرتك اتهامك بعمل السحر لزوجكما من غير بينة في ذلك، أو أن تتهمك بمحاولة التفريق بين زوجك وبين عائلته؛ لأن هذا من سوء الظن، وهو مما حذر منه رب العالمين سبحانه وتعالى حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.... {الحجرات:12}. فيجب أن تنصح في ذلك وتذكر بالله، وعلى زوجك -خاصة- أن يردعها عن مثل هذا التصرف.
ولا يجوز لضرتك أن تتهمك بأنك قد تسببت في إسخاط والديه عليه. وإن كان والداه قد سخطا عليه لمجرد زواجه منك، فلا لوم عليك في ذلك. ولا يحق للوالدين منع ابنهما من الزواج من ثانية لغير مسوغ شرعي، بل قد يكون الزواج من ثانية واجبا في بعض الحالات، كأن لم تعفه الواحدة فيتزوج من ثانية وجوبا، ولا يجوز له طاعة والديه في هذه الحالة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. وانظري الفتويين: 18399، 76303.
ويجب على الزوج أن يعدل بين زوجتيه وإن كانتا في بلدين مختلفين، كما نص على ذلك الفقهاء، وسبق أن ضمنا الفتوى رقم: 56440 كلامهم بهذا الخصوص.
ولا دخل للأولاد فيما يتعلق بالقسم بين الزوجتين، فلا يقسم لمن لها أولاد أكثر من الأخرى التي لا أولاد لها مثلا.
وبخصوص يوم العيد، فهو كسائر الأيام يكون للتي هو في نوبتها، وإذا رضيت من لها النوبة يوم العيد أن تتنازل عنه لضرتها، فلا حرج في ذلك.
وللزوج إذا كان مع إحدى زوجتيه أن يتواصل مع الأخرى عند الضرورة، أو الحاجة، لتفقد أحوالها، على أن لا يتعدى قدر الضرورة أو الحاجة. ولتراجع الفتوى رقم: 197235.
ونوصيك في الختام بالصبر، وتسلية نفسك بالذكر، وأن تحرصي على مصاحبة الصالحات من النساء؛ ليكن عونا لك عند غياب زوجك.
والله أعلم.