الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على غيرتك على محارم الله، وحرصك على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فجزاك الله خيرًا، وزادك هدى، وتقى، وصلاحًا.
وإن ثبت ما ذكرته عن أهلك، فإنه لأمر مؤسف أن يتجرؤوا على معصية الله، ويأتوا بالكبائر والموبقات.
وقد أحسنت بنصحك لهم، ونوصيك بالاستمرار على ذلك، مع الحرص على أن يكون الرفق ديدنك، فمعه يُرجَى أن يُؤتِي النصح ثماره الطيبة، روى مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
واصبر عليهم ما وسعك الصبر، وأكثر من الدعاء لهم بخير، فالله على كل شيء قدير، فهو قادر على أن يصلحهم في لحظة.
ومن وسائل الإصلاح أيضًا: الهجر، فيصار إليه عند الحاجة إليه، إن رجي أن تكون المصلحة فيه، وإلا فتركه أولى، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 29790.
والصبر عليهم، وعلى ما يمكن أن يصدر تجاهك منهم من إعراض، أو سخرية واستهزاء، مما يعظم به الأجر، وقد يعينك في سبيل إصلاحهم، وانظر في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
وينبغي أن تكون أمّك معينًا لك على سعيك في إصلاح أخواتك، لا أن تكون عقبة، أو تمنعك من ذلك، ولا يلزمك طاعتها في هذا؛ لأن الطاعة إنما تكون بالمعروف.
أفتى المتأخرون من فقهاء الحنفية بولاية الضم لغير الأب عند عدمه، للأخ، والعم، وغيرهما من العصبات، وعللوا ذلك بأن دفع المنكر واجب على كل من قدر عليه، لا سيما من يلحقه عاره، وبأن ذلك أيضًا من أعظم صلة الرحم، والشرع أمر بصلتها، وبدفع المنكر ما أمكن، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 259960.
وإن كنت متأذيًا بعيشك معهم، فيسعك الانتقال عنهم، وتعاهدهم بالصلة، والنصح، ومحاولة الإصلاح، أو تقليل الفساد.
وتحرى الأصلح في أمر بقائك، أو انتقالك.
والله أعلم.