الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فوجود شيء من المنكرات قلت أو كثرت، لا يسوغ للإنسان أن يترك العمل، ولا يسأل الناس شيئا حتى يموت، والحديث الذي أشرت إليه: مَنْ يَكْفُلُ لِي أَنْ لَا يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا، وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ رواه أبو داود وغيره، لا يفيد هذا الذي فهمته. وقد قال بعض الشراح إنه لو مات فإنه يموت عاصيا.
قال في عون المعبود: وَاسْتُثْنِيَ مِنْهُ إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْمَوْتَ؛ فَإِنَّ الضَّرُورَاتِ تُبِيحُ الْمَحْظُورَاتِ، بَلْ قِيلَ إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَسْأَلْ حَتَّى يَمُوتَ، يَمُوتُ عَاصِيًا. اهـ.
والذي ننصحك به -أخي السائل- هو العمل في مجال التدريس، فهو مجال مباح في الأصل، مع الاجتهاد في تقوى الله تعالى، والبعد عن المحرمات والمشتبهات، وهذا ممكن لمن استعان بالله تعالى، فتؤدي عملك وتغض بصرك، وليقتصر حديثك مع من يحيط بك من النساء على قدر الحاجة، وبادر إلى الزواج إن كنت عازبا.
والله تعالى أعلم.