الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ أخاك قد ارتكب جملة من المعاصي، وأعظمها إثماً سبه للدين، فإنّ سب الدين كفر مخرج من الملة.
وعليه؛ فهجرك له ما دام على تلك الحال، لذلك السبب، سائغ لا حرج فيه، ولا تكون بهجره متعرضاً للوعيد المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن. رواه ابن ماجه.
فذلك الوعيد لمن كانت مهاجرته لأمور الدنيا، وحظوظ النفس.
قال المناوي في التنوير شرح الجامع الصغير: مشاحن: أي مخاصم معاد، لا لوجه شرعي. اهـ.
لكن إذا كانت صلة هذا الأخ أرجى لصلاحه، فهي أولى من هجره، ومن أعظم صلته أن تأمره بالمعروف، وتنهاه عن المنكر، وتأخذ بيده إلى طريق التوبة والاستقامة على طاعة الله تعالى. وراجع الفتوى رقم: 66764
والله أعلم.