الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فدخول المرأة على حساب الرجال الأجانب من خلال الفيسبوك أو غيره، والتعليق عليها يمكن أن يكون بابًا للفساد، فإذا منع الزوج زوجته من ذلك، وجب عليها طاعته فيه، فالمرأة أمانة عند الرجل، والواجب عليه أن يعمل على ما يصونها من أسباب الفتنة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وقال سبحانه: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ {النساء:34}، قال السعدي في تفسيره: قوامون عليهن، بإلزامهن بحقوق الله تعالى من المحافظة على فرائضه، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك. اهـ.
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته.
وقد أخطأت حين خالفتِه في ذلك، وأخطأت أيضًا حين تجسست عليه، فتجب عليك التوبة، واستسماح زوجك في ذلك، فإن سامحك فذاك، وإلا فأكثري من الدعاء له -عسى الله تبارك وتعالى أن يرضيه عنك يوم القيامة-، وراجعي الفتوى رقم: 29785.
ولا يلزمك إخبار أهلك بما كان من أمر الطلاق.
وإن لم تكن هذه الطلقة الثالثة، فننصح بالسعي في الإصلاح، ورجوعك إلى زوجك، فأخبريه عن رغبتك في ذلك، وأنك ما دفعك إلى ما فعلت إلا الغيرة عليه، وحبك له، وذكريه بخطورة الطلاق على الأولاد، وأنه ربما كان سببًا في ضياعهم. ولا تنسي أن تكثري من الدعاء بأن يجمع الله الشمل، ولا يخيب سبحانه رجاء من دعاه، فهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
والله أعلم.