الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كثرت أسئلتك المليئة بالوساوس، وقد حذرناك من الوساوس مرارا، وها نحن نعيد تحذيرك منها، ثم اعلم أن كثيرا من أهل العلم يرى أن تعمد تأخير الصلاة ليس كفرا، وإنما هو كبيرة من الكبائر، وانظر الفتوى رقم: 130853، والنوم قبل دخول وقت الصلاة لا حرج فيه، ويستحب الأخذ بأسباب الاستيقاظ، وعليه فلا حرج عليك في نومك المذكور قبل دخول وقت الصبح ما دمت تأخذ بأسباب الاستيقاظ، ولو لم تستيقظ فلا إثم عليك، وانظر الفتوى رقم: 119406، وصلاتك السنة قبل الفريضة حين استيقظت وقد ضاق الوقت يرى مشروعيتها بعض أهل العلم، وهو ما يرجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ولكن المفتى به عندنا أنك تبدأ بالفريضة، وعلى كل حال فالمسألة ليست من مسائل الكفر بحال.
وأما نومك المذكور فإن كان نوما مستغرقا فقد انتقض به الوضوء، ومن ثم فيلزمك إعادة تلك الصلاة، ونرجو ألا إثم عليك لتأويلك، وأما إن كان نوما غير مستغرق فلك إن شاء الله سعة في الأخذ بقول من لا يرى نقضه للوضوء، وانظر الفتوى رقم: 192417، ولا إثم عليك في فوات وقت الصلاة في الصورة الأخيرة والحال أنك كنت آخذا بأسباب الاستيقاظ، فدع عنك الوساوس ولا تبال بها ولا تعرها اهتماما، وليس فيما ذكرته شيء يوجب الكفر بحال.
والله أعلم.