الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقراءة القرآن من أسباب البركة بلا شك، ولكننا لا نعلم ما يفيد اختصاص سورة البقرة بذلك، إلا ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم: فإن أخذها بركة. رواه مسلم، قال القاري في المرقاة: (فَإِنَّ أَخْذَهَا)، أَيِ: الْمُوَاظَبَةُ عَلَى تِلَاوَتِهَا، وَالتَّدَبُّرِ فِي مَعَانِيهَا، وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهَا (بَرَكَةٌ)، أَيْ: مَنْفَعَةٌ عَظِيمَةٌ. انتهى.
وإذا كان الأمر كذلك، فلا يبعد أن يكون لسورة البقرة أثر في البركة في الأوقات، والأرزاق، وقد ثبت في صحيح مسلم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان.
وأما أسباب البركة في الوقت، فمن أهمها: المواظبة على طاعة الله تعالى، فإنها الجالبة لكل خير، الدافعة لكل شر، والاجتهاد في الدعاء بأن يبارك الله في الأوقات، والحرص على عدم إضاعة الوقت فيما لا ينفع، والتقلل من فضول المخالطة، والمنام، ونحو ذلك، والاجتهاد في تنظيم الوقت، وتوظيفه على الوظائف اليومية، بحيث يكون لكل وظيفة زمن معين حسب الأولوية.
والله أعلم.