الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته يعد من التقصير والغش لجهة عملك كما هو ظاهر، فاستغفر الله تعالى، وتب إليه، وتحلل مما فعلته، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ [المائدة:1]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج عنه أيضاً: من غش فليس مني. وأخرج الطبراني أيضاً: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. وهذا يعم كل غش، وكل خديعة، وكل مكر في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.
والتحلل من الشركة إما أن يكون برد ما أخذته من الراتب مما لا حق لك فيه، فترده إلى حسابها ولو بطرق غير مباشرة، أو تطلب ممن هو مخول فيها بالتنازل عن الحق أن يبرئك من ذلك التقصير ويسامحك فيه، فإن فعل ذلك برئت ذمتك.
ولا يكفي مجرد ترك العمل في الشركة، بل لا بد من التحلل من حقها عليك؛ لكونك أخذت رواتب لا تستحقها، أو لا تستحق بعضها بسبب التقصير، والتفريط في العمل.
والله أعلم.