الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقرآن كلام الله، غير مخلوق، حروفه ومعانيه، كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
وكل ما وقع في القرآن من أوصاف له ولغيره، فكله قد تكلم الله به على الحقيقة، كلاما يليق بجلاله سبحانه، فحيث وقع وصف القرآن بالكريم مثلا، كقوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {الواقعة:77}، فهو كلام الله، غير مخلوق، وكذا قوله: وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ {فصلت:41}. وغير ذلك، فكله كلام الله، حروفه ومعانيه، تكلم الله به على الحقيقة، على ما يليق به سبحانه.
وأما كلام البشر وما يلفظون به، فهو مخلوق، فإذا وصف أحدنا القرآن -مثلا- بقوله: القرآن كتاب كريم. فكلامه هذا مخلوق، وإذا تلا قوله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {الواقعة:77}. فصوته وفعله وحروفه مخلوقة، والمتلو الذي هو القرآن، كلام الله غير مخلوق. وهذا بين واضح، لا يحتاج إلى توقف، ولا إلى مزيد إيضاح، وليس السؤال عن مثل هذا من الكفر.
وعليك أن تترك التنطع والوسواس؛ فإن ذلك يفضي بك إلى شر عظيم.
والله أعلم.