الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام قد شرع الزواج ليكون سكنًا لكل من الزوجين، ولتسود بينهما المحبة والألفة، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
فينبغي أن يكون بينكما الاحترام والتفاهم، والتعاون في أعباء الحياة الزوجية؛ لتستقر الأسرة، وينشأ الأبناء نشأة صالحة، فكل من الزوجين مطالب شرعًا بأن يحسن عشرة الآخر، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {البقرة:228}. ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى رقم: 27662.
ونفقة الزوجة والأولاد واجبة على الزوج، فلا يلزم الزوجة أن تنفق على نفسها وأولادها، ولو كانت غنية.
وهذه النفقة مقدرة بالكفاية في المطعم والمشرب، والملبس، والمسكن.
وإن كانت الزوجة ممن يخدم مثلها، فيجب عليه أن يوفر لها خادمًا، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 118912. وأوضحنا فيها أيضًا أن الزوج لا يجب عليه شرعًا أن يوفر لزوجته سائقًا.
وقد نص بعض الفقهاء على وجوب نفقة تعليم الأبناء، كما سبق وأن بينا كلامهم في ذلك بالفتوى رقم: 114979.
وبناء على هذا؛ فيلزمه توفير الوسيلة التي توصلهم للمدرسة ونحوها.
وأثاث بيت الزوجية واجب على الزوج، جاء في الموسوعة الفقهية: وَإِعْدَادُ الْبَيْتِ وَاجِبٌ عَلَى الزَّوْجِ، فَهُوَ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِكُل مَا يَلْزَمُ لإِعْدَادِ مَسْكَنِ الزَّوْجِيَّةِ مِنْ فَرْشٍ، وَمَتَاعٍ، وَأَدَوَاتٍ مَنْزِلِيَّةٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْبَيْتُ؛ لأِنَّ ذَلِكَ مِنَ النَّفَقَةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِ لِلزَّوْجَةِ. انتهى.
والأولى مراعاة الوسط في ذلك، فلا إفراط ولا تفريط.
وننبه إلى أن المرأة لا يلزمها أن تعمل، ونفقتها على زوجها، كما أسلفنا.
والله أعلم.