الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم الابن أن ينفق على أبيه الموسر، ولا يجب على الزوجة أن تخدم والد زوجها بتجهيز طعامه، أو غيره، إلا أن تتبرع بذلك، فهو من الإحسان، ومن مكارم الأخلاق.
وعليه؛ فما دام والد زوجك غنيًّا، فلا يجب على ابنه أن يرسل إليه الطعام، ولا يلزمك أنت تجهيزه، لكن ما دام زوجك ينفق عليك وعلى أولاده بالمعروف، فمن حقّه أن ينفق على أبيه ما شاء، ويبره بما يستطيع، وليس من حقّك الاعتراض على ذلك، بل ينبغي عليك أن تحثيه على بر أبيه، وتفرحي بحرصه على ذلك، فإنّ برّ الوالد من أسباب رضا الله عن العبد، ومن أسباب التوفيق، والبركة، والفلاح في الدنيا والآخرة.
لكن لا مانع مع ذلك أن تنصحي زوجك برفق وحكمة بالموازنة بين إنفاقه على أبيه غير المحتاج، وبين ادّخار شيء من المال لبيته وأولاده، وأن يبادر بالبحث عن وظيفة، أو وسيلة مباحة لكسب المال الحلال، ولا يقعد حتى ينفد ماله، فيضيع نفسه وأهله.
والله أعلم.