التائب لا يعاقب لا في الدنيا ولا في الآخرة

25-12-2017 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة، فعلت معاصي في مرحلة مراهقتي، والحمد لله تبت من كل ما فعلت، ودائما أتذكر ما فعلت وأندم ندما شديدا. وأستغفر الله، وأتمنى أني لم أفعلها، ويضيق صدري، وأدخل في دوامة من التفكير المستمر، وأن الله سيعاقبني، وأرى جميع الناس أفضل مني، ووصلت لمرحلة عصيبة من الوسواس بأن الله سيمنع عني الزواج والراحة والاستقرار؛ مع أني تائبة، ولله الحمد، لا أبارز الله بالمعصية، ودائما أحاول ردع نفسي عن فعل المعاصي. أريحوني هل توبتي تغفر ما فات؟ وهل أستطيع نسيان ما فعلت؟ فأنا في هم وغم عطل حياتي، وأشغلني عن كل شيء؛ حتى طاعة والدي.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالحمد لله الذي تاب عليك من هذه المعاصي، ثم اعلمي بارك الله فيك أن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم، ويعود التائب شخصا جديدا؛ كأنه لم يذنب قط، قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، ولا يعاقب العاصي على ذنبه الذي تاب منه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا شرعا ولا قدرا. انتهى.

فاطمئني، ولتهدأ نفسك، واستقبلي حياتك بجد ونشاط، مقبلة على طاعة الله تعالى، مستكثرة من الخيرات، وأحسني ظنك بربك تعالى، وأملي في واسع رحمته، وعظيم فضله، فإنه سبحانه ذو الفضل العظيم، واجتنبي المعاصي صغيرها والكبير، وإذا هفوت وفعلت شيئا منها، فلا تقنطي، ولا تيأسي، بل ارجعي فتوبي إلى الله، فإن الله لا يزال يقبل توبة العبد ما تاب العبد إليه.

والله أعلم.

www.islamweb.net