الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما تفعلينه من التشديد على نفسك، والأخذ بالأشد في كل مسألة، خاصة في هذا الباب مما لم يشرعه الله لك، ولا أمرك به، وانظري لبيان ما يفعله العامي في مسائل الخلاف فتوانا رقم: 169801، وحسبك أن تقلدي أحد العلماء الموثوق بهم من غير قصد لتتبع الرخص، فأخذك بتشديدات المذاهب وتغليظاتها، وتتبعك إياها مما نراه تنطعًا وتعنتًا يتعين عليك تركه، وهذا مجلبة للوسواس، ومدعاة للحرج، وقد يؤدي بعد إلى التفلت من أحكام الشرع، فإن المنبَتّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى.
وعليه؛ فإن تلك السجادة قد طهرت؛ إذ يكفي مجرد صب الماء عليها في تطهيرها على القول الذي نفتي به، وهو ما رجحه جمع من محققي الحنابلة، كالعلامة ابن عثيمين -رحمه الله-.
والماء المنفصل عن تطهير تلك السجادة محكوم بطهارته على الراجح، ما دام غير متغير بالنجاسة، وانظري الفتوى رقم: 170699، وللفائدة أيضًا تراجع الفتوى رقم: 155409.
والأرض وما اتصل بها اتصال قرار تطهر بالجفاف على الراجح، وهو مذهب الحنفية، وعلى القول الآخر، فإنه يكفي صب الماء على الموضع المتنجس حتى يغمر النجاسة؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بصب ذنوب من ماء على بول الأعرابي، وانظري الفتوى رقم: 140537.
ونعيد بتنبيهك بما ابتدأنا به، وهو ضرورة ترك التنطع والغلو في الدين، ويكفيك -إذ أنت عامية- أن تقلدي أحد العلماء الثقات من غير قصد لتتبع الرخص، دون أن تلزمي نفسك بالقول الأشد في كل مسألة.
والله أعلم.