الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بيَّنَّا حكم مشاهدة مثل هذا النوع من الأفلام في الفتوى رقم:
3605 ، فنصيحتنا لهذا الشاب بأن يتقي الله تعالى، وأن يعلم أن هذا مجرد تسويل وتزيين من الشيطان، إذ لا يعقل أن تكون مشاهدة هذه الأفلام هي العلاج، والحال أنها هي المرض نفسه، وذلك أن مشاهدة هذه الأفلام هي التي تستدعي ثوران الشهوة، فكيف يتداوى بما كانت هي الداء. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الزواج إلى الصوم لكسر حدة الشهوة، حيث قال:
يَا مَعْشَرَ الشّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوّجْ، فَإِنّهُ أَغَضّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ، فَإِنّهُ لَهُ وَجَاءٌ. رواه
البخاري ومسلم.
وعلى وجه العموم فإن طاعة الله وذكره وتلاوة القرآن وغيره من الأعمال الصالحات، تجلب الخوف والخشية إلى القلب، فليصدق مع الله، فسيصدقه الله، ويُكرِّه إليه ما زين له الشيطان من المعاصي. وراجع الفتوى رقم:
1256
وبخصوص قاعدة "ارتكاب أخف الضررين"، فهي من القواعد الصحيحة الثابتة بنصوص من الكتاب والسنة، ويعمل بها حيث كان المرء على حال لا انفكاك له فيها عن الوقوع في أحد الضررين، فيرتكب الأخف، دفعًا للأشد. وهذا أمر غير متحقق في مسألتنا الآن، ووجه ذلك أن ما ظنه هو ضررًا أخف، هو الوسيلة إلى الوقوع فيما هو ضرر أكبر، وذلك بثوران الشهوة، والذي يؤدي بدوره إلى الوقوع في الزنا، أو غيره من المحاذير، فكيف يستقيم الاستدلال بها على ذلك؟!
فنوصيه بتقوى الله، وعلى الأخ السائل الاستمرار في نصحه وتذكيره بالله تعالى، وأن يطلعه على العمل بالتوجيهات التي ذكرناها في الفتوى رقم:
7170.
والله أعلم.