الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن اليمين الغموس أمرها عظيم، وخطبها جسيم، وأن في الإقدام عليها مجازفة. وقد سميت غموسا؛ لأنها قد تكون سببا في غمس صاحبها في نار جهنم، ولكن لا يخلد صاحبها في النار؛ لأن إسلامه باق، فما ذكرته من أمر الخلود، مفهوم خاطئ. وانظري الفتوى رقم: 349546.
والحاصل أن ما أقدمت عليه من الحلف كذبا، منكر، بل وكبيرة من كبائر الذنوب، وكون زوجك قد آذاك، لا يسوغ لك أن تكذبي، فالكذب ذنب عظيم، ولا سيما إذا ترتب عليه ظلم لأحد، ثم إنك أضفت إلى ذلك الحلف عليه، وهو من صفات المنافقين. فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، المستوفية الشروط، والتي بيناها في الفتوى رقم: 29785.
ومنها تعلمين أنه إذا ترتب على هذه الشهادة ضرر بزوجك، أو أخذ حق من حقوقه، وجب السعي في إعادة هذا الحق إليه، وطلب العفو منه. ويلزمك تكذيب نفسك عند من سمع شهادتك الكاذبة، إلا أن تخشي ضررا، فأكثري من الاستغفار، وعمل الصالحات. وأحسني الظن بربك، فإنه يقبل من تاب ورجع إليه وأناب، ومغفرته لا يتعاظمها ذنب، وراجعي للمزيد الفتوى رقم: 1882.
والله أعلم.