الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأب ملزم شرعا بأن ينفق على من لا مال له من أولاده، وأن يقوم على مصالحهم في دينهم ودنياهم، والتفريط في ذلك جناية منه عليهم، وتقصير في حقهم، سيسأل عنه أمام الله عز وجل يوم القيامة. ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتويين: 27139، 218887.
فإن كان الحال ما ذكرت من تخلي أبيكم عنكم منذ صغركم، ولم يكن له عذر في ذلك، فلا شك في أنه قد أساء إساءة عظيمة. ولكن إساءته لا تسقط بره والإحسان إليه، ومن الإحسان إليه إعطاؤه ما يحتاج إليه من مال على وجه لا يضر بالولد، وعصيانه لا يمنع إعطاءه، ما لم يغلب على الظن أو يعلم أنه طلب هذا المال ليستعين به على المعصية.
وانظري الفتوى رقم: 26699.
ومن أعظم الإحسان إليه أيضا السعي في إصلاحه وهدايته إلى الحق، بالدعاء له بخير، ومناصحته بالحسنى، وتسليط بعض الفضلاء عليه عسى الله عز وجل أن يتوب عليه.
وإن عانقك أو نظر إليك على وجه مريب، فهذا منكر عظيم، واجتنابك له ومعاملته معاملة الأجنبي هو الصواب، بل هو الواجب كما بينا في الفتوى رقم: 78360.
ومن المنكر أيضا سبه لأمك ونيله من شرفها. وراجعي الفتوى رقم: 18354.
والله أعلم.