الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حبك لتعاليم الإسلام، وحرصك على الاستقامة، واجتناب الاختلاط. فجزاك الله خيرا، وحفظك، وحفظ لك دينك، وقدر لك الخير حيثما كنت.
ولا شك في أن الاختلاط المعهود في الجامعات الآن، من المنكرات العظيمة، ومن أسباب الشر والفساد. والدراسة في مثل هذه الجامعات لا يجوز إلا لضرورة، أو حاجة شديدة، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 157195.
ومصلحة حفظ الدين مقدمة على كل مصلحة، فحيث لم تكن بك حاجة للدراسة، فالواجب عليك تركها، ومن ترك شيئا لله، عوضه خيرا منه؛ قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2}، وفي مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئا لله عز و جل، إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه.
وإن كانت بك حاجة لهذه الدراسة، وأمكنك أن تجتنبي أسباب الفتنة كالاختلاط المحرم ونحو ذلك، فلا حرج عليك في الاستمرار في الدراسة، على أن يكون وجودك في الجامعة مقتصرا على قدر الحاجة؛ كحضور المحاضرات، والانصراف بعدها، وفقا لما أوضحنا في الفتوى رقم: 5310.
وكذلك الحال بالنسبة لكشف الوجه، تقتصرين فيه على قدر الحاجة، أي عند وجودك في الجامعة، على أن تستريه بعد مفارقتها، هذا مع العلم بأن مسألة تغطية الوجه محل خلاف بين الفقهاء في حكمها، والمرجح عندنا وجوب تغطيته كما في الفتوى رقم: 5224.
والله أعلم.