الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن الله تعالى على كل شيء قدير، والإيمان بهذا من أساس عقيدة المؤمن، ولكن لا يجوز الدعاء بما جرت سنة الله تعالى في خلقه على خلافه، لأن هذا دعوة بما جرت سنة الله تعالى أنه لا يفعله، وهذا من صور الاعتداء في الدعاء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فَالِاعْتِدَاءُ فِي الدُّعَاءِ تَارَةً بِأَنْ يَسْأَلَ مَا لَا يَجُوزُ لَهُ سُؤَالُهُ مِنْ الْمَعُونَةِ عَلَى الْمُحَرَّمَاتِ، وَتَارَةً يَسْأَلُ مَا لَا يَفْعَلُهُ اللَّهُ، مِثْلَ أَنْ يَسْأَلَ تَخْلِيدَهُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَوْ يَسْأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ لَوَازِمَ الْبَشَرِيَّةِ مِنْ الْحَاجَةِ إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَيَسْأَلَهُ بِأَنْ يُطْلِعَهُ عَلَى غَيْبِهِ، أَوْ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ الْمَعْصُومِينَ، أَوْ يَهَبَ لَهُ وَلَدًا مِنْ غَيْرِ زَوْجَةٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا سُؤَالُهُ اعْتِدَاءٌ لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ، وَلَا يُحِبُّ سَائِلَهُ. اهـ.
وسُنَّةُ الله تعالى في خلقه جرت بأنه تعالى لا يغير صورة الإنسان من الصورة التي هو عليها إلى صورة أخرى حسنةٍ أو قبيحةٍ، ثم إن الجمال أمر نسبي، وكم من إنسان يراه الناس دميما لا نصيب له من الجمال وهو عند الله تعالى غالٍ، وكم من إنسان كان جماله وبالا عليه في الدنيا والآخرة، فاحمدي الله تعالى على ما قسمه لك، واجتهدي في التقرب إلى الله تعالى تسعدي في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.