الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الفتاة أجنبية عنك، فيجب عليك أن تتعامل معها على هذا الأساس، ومحادثة الأجنبية لا تجوز إلا للحاجة، وبقدر الحاجة، فالواجب الحذر، ولا سيما في الكلام مع الشابة، فقد شدد الفقهاء في أمر الكلام معها؛ لكون ذلك بابا للفتنة عظيما، وانظر كلامهم في الفتوى رقم: 21582.
فإن كانت هذه الفتاة عفيفة، وأمكنك الزواج منها من غير الوقوع في محذور شرعي، من لمس أو خلوة أو نحو ذلك، فذاك، وإلا فابحث عن امرأة مسلمة صالحة، تعينك في أمر دينك، وتعينك أيضا، فقد ندب الشرع إلى اختيار المرأة الصالحة، وراجع الفتوى رقم: 8757، وعنوانها: كيف تختار شريكة حياتك.
واعلم أن الزواج من الكتابية وإن كان في الأصل جائزا بشرطه الذي سبقت الإشارة إليه، وهو كونها عفيفة، إلا أنه تكتنفه مخاطر سبقت الإشارة إلى بعضها في الفتويين: 5315، 124180، فليكن هذا منك محل اعتبار.
نسأل الله أن ييسر أمرك، ويحفظ لك دينك، ويرزقك الزوجة الصالحة التي تسعد معها، وترزق منها الذرية الطيبة.
والله أعلم.