الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم ـ عافاك الله ـ أن اللذة والراحة والسعادة لا تنال إلا بطاعة الله تعالى، والسعي في القرب منه، مصداق قوله عز وجل: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
ولكن لا بد من مجاهدة النفس وحملها على الطاعة والصبر عليها، على ما بيناه في الفتوى رقم: 139680.
وكل لذة تشعر بها عند مقارفة المعصية وكل راحة تحصل لك بسبب ذلك فهي وهم وسراب وتزيين من الشيطان، وإلا فأدنى فكرة في عاقبة المعاصي وما يؤول إليه أمر مرتكبها كفيلة بإبعاد هذا الشعور الزائف عنك، وننصحك بمطالعة كتاب الداء والدواء لابن القيم ـ رحمه الله ـ وعليك بالاجتهاد في طاعة الله تعالى وبذل وسعك في التقرب منه سبحانه، وأكثر من دعاء الله والابتهال له أن يصرف عنك ما تجد من السوء والضر، وارق نفسك بقراءة الفاتحة والمعوذات وآية الكرسي والدعوات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسن ظنك بالله تعالى وقو رجاءك فيه، وكلما عرضت لك الأفكار السلبية المحبطة فألقها عنك وجاهدها واستبدلها بغيرها.
وننصحك بهذا الصدد بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، كما أنه لا مانع من مراجعة طبيب نفسي ثقة، وليس ذلك مما يعيبك أو يقدح فيك، فإن النفوس تمرض كما تمرض الأبدان، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتداوي وحثنا عليه، ومن ثم فنحن ننصحك بمراجعة الأطباء الثقات وعدم التحرج من ذلك، ولا يتنافى ذلك مع استعمالك الرقى والأدعية الثابتة، فكل ذلك من العلاج، وكل ذلك مما يرجى نفعه ـ بإذن الله ـ نسأل الله أن يمن عليك بزوال ما تجد من الضر.
والله أعلم.