الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن البين في سؤالك أنك مصاب بالوسوسة، فننصحك بصرف ذهنك عن الاسترسال مع الشيطان في الوساوس، وأن تعمر وقتك، وتوظف طاقتك في التعلم والتكسب، والدعوة إلى الله تعالى.
وابحث عن صحبة صالحة تعينك على البر والتقوى، ولا تكثر الانفراد بنفسك، ولا تلتفت لما يخيل لك الشيطان من أنك وقعت في الشرك، فمن ثبت إسلامه بيقين، فإنه لا يزول إلا بيقين، إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان, فلا يكفر المسلم إلا إذا أتى بقول أو بفعل، أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفرًا أكبر مخرجًا من ملة الإسلام، أو أجمع العلماء على أنه كفر أكبر, ومع ذلك فلا يحكم بكفر المعين، إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا. وصاحب الوساوس الذي يلعب به الشيطان، لا يعد مختارا.
والله أعلم.