الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التوبة من جميع أنواع الكفر صحيحة، ومجزئة لصاحبها، ولو لم يتذكر بعضها؛ فقد ذكر أهل العلم أن التوبة من جميع الذنوب على سبيل الإجمال كافية، وأن إسلام الكافر يمحو جميع سيئاته، كما قال الله تعالى: قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ {الأنفال:38}.
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن العاص -رضي الله عنه-: "أَمَا عَلِمْتَ يا عمرو أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ"
فالتوبة من جميع الذنوب تمحو ذلك كله، وترفعه بإذن الله تعالى، سواء كان قبل الإصابة بالوسواس أو بعده؛ فقد قال سبحانه وتعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]
والله أعلم.