الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطواف زوجتك صحيح، ولا تلزمها إعادته، وحجها صحيح ـ إن شاء الله ـ ولا مسوغ لهذه الوساوس التي تتسلط عليها، واعلم أن الواجب على زوجتك أن تغتسل متى رأت الطهر بإحدى علامتيه الجفوف أو القصة البيضاء، وليس لها أن تنتظر إلى وقت انقضاء عادتها إذا رأت الطهر، وضابط الجفوف هو أن تدخل القطنة الموضع فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة، ولا يضر وجود الرطوبة التي لا يخلو منها الفرج عادة، وهذا الطهر هو الذي رأته زوجتك بلا شك، فكان اغتسالها والحال هذه واجبا، وانظر الفتوى رقم: 118817.
ومن ثم، فطوافها وقع صحيحا، لأنه وقع بعد رؤية الطهر، وأما ما رأته بعد ذلك من كدرة فهو حيض عند الحنابلة وهو المفتى به عندنا، وذلك لأنها رأته في زمن العادة، وتنظر الفتوى رقم: 117502.
وعباداتها التي وقعت في الطهر المتخلل صحيحة لا تلزمها إعادتها، على ما هو مبين تفصيلا في الفتوى رقم: 138491.
فلتطمئن زوجتك قلبا، ولتطب نفسا، فطوافها والحال ما ذكر صحيح، والحمد لله.
والله أعلم.