محبة أهل العلم من علامات الإيمان
7-8-2003 | إسلام ويب
السؤال:
ما حكم عدم محبة بعض الشيوخ؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من أفضل القربات حب المؤمنين عامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله... متفق عليه.
ويزداد أداء الفضل أكثر إذا كان هذا المؤمن عالمًا، لأن إجلال أهل العلم إجلال لما يحملونه من شرع الله عز وجل، وذلك لأنهم هم الوارثون للرسل والمبلغون شرائعهم من بعدهم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
ولقد حثَّ الإسلام على توقير العلماء وإجلالهم، ففي سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه...
وعلى هذا فحب المؤمنين جميعًا وخصوصًا أهل العلم من علامات الإيمان، فإنه ينبغي للمسلم أن يحب أهل العلم جميعًا، ولكن لا مانع من أن يكون حبه لبعضهم أكثر من غيره، أما بغض المؤمن من غير سبب شرعي يقتضي ذلك ككونه صاحب معاص مجاهرًا بها، فمرض يجب على المسلم علاجه، بل قد يخشى على صاحبه من الوقوع في المعصية، بل الوقوع في الكفر إن صاحب ذلك استهزاء بالعلم الذي يحمله العالم أو الدعوة التي ينشرها بين المسلمين. قال في بريقة محمودية نقلاً عن صاحب الأشباه: الاستهزاء بالعلم والعلماء كفر. اهـ
والله أعلم.