الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يحرم على المسلم دلالة غيره على المعاصي كلها، وقد قال الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وروى مسلم في صحيحه وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً.
وقال الإمام البخاري: باب إثم من دعا إلى ضلالة، أو سن سنة سيئة، لقول الله تعالى: وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ {النحل:25}.
وقال النووي -رحمه الله-: من دعا إلى هدى، كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة، كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه، أم كان مسبوقاً إليه، وسواء كان تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك. اهـ.
وأما الذي يلزمك فهو التوبة النصوح من الذنب، ونهي من دللته عن النظر والسماع المحرم، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ {التحريم: 8}.
وإذا فعلت ذلك، فلا يضرك قيام من دللته بالمعصية، كما قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع عن بث بدعة عليها يتبع
والله أعلم.