الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك بما منحك الله من التوفيق للطاعات وترك الحرام، وعليك بالشكر لعل الله يرزقك المزيد من الانقياد له والتخلص من هذه العادة، وقد بينا حرمتها ومخاطرها في الفتويين رقم: 7170، ورقم: 24126.
فعليك بالجد والعزم الصادق على التوبة، واستعن على ذلك بأن تشغل نفسك ووقتك وطاقتك ببرنامج مفيد يشتمل على علم نافع وعمل مثمر وتسلية ببعض المطالعات في السير وقصص السلف، أو ببعض الرياضات المباحة، واطمح لأن تحفظ القرآن الكريم وتتفقه في الدين، وعليك باستشعار مراقبة الله تعالى وملاحظة أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنه يعلم سرك ونجواك، فقد قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيُوبِ {التوبة:78}.
وإن كنت قادراً على الزواج فتزوج، وإن لم تتمكن من الزواج فاجتهد في الصيام، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منك الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
كما ننصحك بالالتجاء إلى الله وسؤاله بذل وإلحاح أن يرزقك العفة، وأن يحفظ فرجك عن الحرام، وتحر في دعائك آداب الدعاء والتمس أوقات إجابته الشريفة، فادع الله بالدعاء المأثور: اللهم إني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم.
وبالدعاء المأثور: اللهم طهر قلبي، وحصن فرجي. رواه أحمد.
وبالدعاء المأثور: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي. رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني.
وأكثر من المطالعة في كتب الترغيب والترهيب، وتأمل ما فيها من الوعد والوعيد وأهوال الآخرة، ومن أهمها رياض الصالحين، والمتجر الرابح للدمياطي، وفضائل الأعمال للمقدسي، والترغيب والترهيب للمنذري، فقد دلت الأحاديث على أن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
وهناك رسالة مهمة موجودة على الإنترنت في موقع رسالة الإسلام، واسمها: الانتصار على العادة السرية ـ وهي دراسة أعدها رامي خالد عبد الله الخضر، وقد بين فيها كثيرا من الوسائل العملية للوقاية والعلاج، فراجعها.
ثم إنا ننصحك باستشارة بعض الأطباء في المواقع التي تهتم بمساعدة الشباب في حل مشاكلهم لتتعرف على المأكولات التي تثير الشهوة فتتركها، وعلى المأكولات المهدئة لتستعملها، وعليك أن لا تختلي بنفسك كثيراً، بل اجتهد في أن تكون لك رفقة صالحة من الشباب المؤمن المتمسك بالدين، فإنهم خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاشترك معهم في طلب العلم النافع وما تيسر من الأنشطة التي تشغل الفراغ، وتعود بالنفع في الدين والدنيا.
والله أعلم.