الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستخارة مستحبة لكل مسلم يريد أن يعمل عملا مباحا، وقد أشرنا إلى ذلك وبينا كيفيتها والدعاء الذي يقال بعد صلاة ركعتيها في الفتوى رقم: 4823، فراجعها.
وأما إذا أراد شخص ما أن يتقدم لمسابقة من أجل الحصول على وظيفة فيشرع له أن يستخير الله تعالى في التقدم لها أو عدمه، فإذا تقدم لها بالفعل فلا بأس في أن يستخير الله تعالى هل النجاح فيها خير له أم لا؟ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين... إلى آخر الحديث الصحيح.
وما يكون في نفسه ميل قلبي إلى اختيار معين لا حرج عليه فيه, فإن ميل القلب من الله تعالى وليس مقدورا للعبد، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 124898.
لكن عليه أن يفعل ما ينشرح له صدره بعد الاستخارة، لا ما كان له فيه هوىً قبلها، يقول الإمام النووي: وينبغي أن يفعل ما ينشرح له صدره، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأساً، وإلا فلا يكون مستخيراً لله، بل مستخيراً لهواه، وقد يكون غير صادق في طلب الخيرة، وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق في ذلك تبرأ من الحول والقوة، ومن اختياره لنفسه. انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسر له من الأمور هو الذي اختاره. انتهى.
وقال ملا علي القاري رحمه الله: ويمضي بعد الاستخارة لما ينشرح له صدره انشراحاً خالياً عن هوى النفس. انتهى.
والله أعلم.